تحميل...

"المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة دولة فلسطين"

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال افتتاح أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثالثة، إن" المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة دولة فلسطين. ولتحقيق هذا الغرض فإن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية أمر لا بد منه".

شارك الرئيس أردوغان، في افتتاح أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثالثة.

وفي كلمة القاها بهذه المناسبة قال الرئيس أردوغان، "لقد حددنا موضوع المنتدى هذا العام ليكون تحت عنوان "إبراز الدبلوماسية في زمن الأزمات". وإذا نظرنا إلى الوضع الفوضوي الذي تشهده السياسة العالمية، فسنفهم مدى ملاءمة اختيار موضوع المنتدى. إن البشرية جمعاء تمر حقًا بفترة من الأزمات المؤلمة والمضطربة التي لا تنتهي، ليس في مجال السياسة الخارجية فحسب، ولكن أيضًا في العديد من المجالات مثل الإنتاج والاتصالات والإدارة والفن والتجارة والتكنولوجيا. نحن نأمل أن يوفر هذا التغيير حلولاً لمشاكل البشرية الحالية ويعالج الجوع والفقر والتخلف التنموي. لكن مع الأسف الشديد لا يمكننا أن نتحدث بأمل في هذا السياق".

وأضاف إن "عدم المساواة في الدخل بين البلدان قد تضاعف بشكل كبير، والحروب أصبحت أكثر دموية وتدميراً من ذي قبل".

"القرن الـ 21 تحوّل إلى قرن الأزمات على عكس ما كنا نتوقعه"

لفت الرئيس أردوغان، إلى أن الاستعمار يتواصل للأسف بطرق ووسائل جديدة، وإلى انتشار العنصرية الثقافية وكراهية الإسلام وكراهية الأجانب كالوباء في مجتمعات مختلفة بالعالم، معربا عن أسفه إزاء تحوّل القرن الـ 21 إلى "قرن الأزمات، على عكس ما كنا نتوقعه أن يكون عصرا للرخاء والاستقرار والسلام والحريات".

وقال: " لقد فقد النظام الدولي الحالي معناه ولم يعد أكثر من شعار، ويفتقر إلى المفاهيم الأساسية مثل التضامن والعدالة والثقة ولا يستطيع الوفاء بالحد الأدنى من مسؤولياته".

وتابع " ضيوفنا الأعزاء، لا أقول كل هذا كزعيم لدولة بعيدة عن الأحداث. إن تركيا تعد واحدة من البلدان الأكثر تأثرا بالأزمات والحروب والتوترات والنزاعات الإقليمية. فالغالبية العظمى من الصراعات والتوترات والحروب والمخاطر التي تشغل جدول أعمال البشرية هي في منطقتنا. على سبيل المثال نحن نكافح منذ 40 عاما ضد تهديد الإرهاب الذي واجهته العديد من البلدان في السنوات الـ 5 - 10 الماضية. ونحن الدولة الوحيدة ضمن حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ممن حاربت تنظيم "داعش" الإرهابي وجهاً لوجه على أرض الميدان، وألحقت به الهزائم".

"سنساهم بكل ما بوسعنا لإحياء غزة"

وفي معرض حديثه أيضًا عن الوضع في غزة، قال الرئيس أردوغان: إن" المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة دولة فلسطين. ولتحقيق هذا الغرض فإن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية أمر لا بد منه. لذلك أعلنا نحن في تركيا استعدادنا لتحمل مسؤولياتنا، بما في ذلك كوننا دولة ضامنة. وسنقدم الدعم اللازم لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في المستقبل وسنساهم بكل ما بوسعنا لإحياء غزة".

وتابع "أظهرت الصراعات في سوريا واليمن وليبيا وفي أوكرانيا مؤخرا أن النظام العالمي الحالي فقد دوره بالكامل. إلّا أن غزة هي المكان الذي رُفعت فيه راية إفلاس النظام الدولي القائم على القوانين.   حيث استشهد حتى الآن 30 ألف مواطن في غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء الهجمات الإسرائيلية المتعمدة التي تستهدف المدنيين. كما أصيب أكثر من 70 ألف فلسطيني، وأجبر 1.9 مليون شخص على ترك منازلهم. لم يقتصر الأمر على قتل الأطفال والنساء والمدنيين بوحشية في غزة فحسب. بل تحطمت في الوقت نفسه، ثقة مليارات الناس بالنظام الدولي والعدالة والقانون. عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تتحدث باستمرار عن العدالة والقانون، ووسائل الإعلام الدولية التي تتحدث عن الحياد، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تتمثل مهمته في ضمان السلام العالمي. باختصار رأينا جميعا مدى ضعف وخلل مثل هذه الهياكل التي قدمت لنا كنماذج لسنوات عديدة، والتي قيل لنا إننا يجب أن نثق فيها ونحترمها. إن ما يحدث في غزة ليس حربًا على الإطلاق، بل محاولة إبادة جماعية. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة الدولة الفلسطينية. وأدعو مجددًا المجتمع الدولي لنصرة غزة والقضية الفلسطينية بإخلاص".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.