تحميل...

رئيس الجمهورية أردوغان: لقاء رئيس سوريا سيكون ممكنا عندما يحين الوقت

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، مساء الخميس، في ختام مشاركته في اجتماع قمة "المجتمع السياسي الأوروبي"، بالعاصمة التشيكية براغ.

قال أردوغان إن اللقاء مع الرئيس السوري غير وارد في الوقت الحالي، مضيفًا: "لكن لست سياسيًا معتادًا على استخدام عبارة من قبيل غير ممكن".

وتابع: "بالتالي عندما يحين الوقت المناسب يمكننا اللجوء إلى خيار اللقاء مع رئيس سوريا أيضًا".

وأردف: "هناك محادثات تجري بالفعل حاليًا على مستوى منخفض".

وزاد: "لكن كل ما نريده هو تطهير سوريا من المجموعات الإرهابية".

وأوضح أنه "مع تطهير المنطقة من المجموعات الإرهابية فإننا كما تعلمون نتخذ حاليًا خطوات لتسريع العودة من خلال بناء منازل من الطوب".

وقال: "فيما يتعلق بالعودة، فإن حوالي 550 ألف سوري عادوا إلى ديارهم حتى اليوم".

ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية "أخرت إلى حد ما الخطوات التي ستتخذ في المنطقة".

وتابع: "لأن لروسيا أيضًا دور مؤثر في هذه الأحداث الدائرة بسوريا. وإيران لها دور مؤثر. والأمر نفسه ينطبق على قوات التحالف".​​​​​​​

وأشار الرئيس التركي أن قوات التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تقدم أسلحة وذخائر وعربات ودعم بشكل كبير للتنظيمات الإرهابية (بسوريا).

وأضاف:" عندما يحين الوقت، سيلتقي مسؤولونا مع نظرائهم الأمريكيين، إذ نريد منهم تطهير شمال شرقي سوريا أو شمالها بالكامل، ولكن هل وصلنا إلى مبتغانا؟ لم نصل، ونتابع الوضع ومستمرون بذلك".

"نريد علاقات دافئة بين تركيا وأرمينيا وأذربيجان"

وتطرق إلى لقائه مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، على هامش قمة "المجتمع السياسي الأوروبي".

وقال: "أؤمن من قلبي بإمكانية تحقيق هدفنا المتمثل في التطبيع الكامل على أساس علاقات حسن الجوار".

وبين الرئيس التركي أنه "كانت هناك بعض المطالب (خلال اللقاء) وسيجتمع وزيرا الخارجية والممثلين الخاصين لبلدينا وسنتخذ خطواتنا وفقا للنتائج".

وأشار أن المباحثات بين الجانبين تشمل مجالات مختلفة، على رأسها النقل والشحن البري، والنقل الجوي.

وأضاف أردوغان: "نريد علاقات دافئة بين تركيا وأرمينيا وأذربيجان في أسرع وقت".

وأكد أن بلاده ليس لديها "شروط مسبقة" لتطبيع العلاقات مع أرمينيا وبمجرد إبرام الأخيرة اتفاق سلام مع أذربيجان "لن تبقى هناك مشكلة من جهتنا".

وأردف "إن كانت البوابات الحدودية مع أرمينيا ستُفتح سنقوم بذلك، وسنمهد لفتح كافة الطرق البرية والبحرية والجوية".

وأوضح أردوغان أن المحادثات بين البلدين تتواصل من خلال الممثلين الخاصين.

وقال إن لقاءه مع باشينيان جرى وسط أجواء ودية.

"تركيا بلد محوري بالنسية للاتحاد الأوروبي والقارة"

وأضاف أردوغان: "أكدنا أننا لن نقبل أبدا أن تضر منصة المجتمع السياسي الأوروبي بمسار عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي".

وأردف: "لا يمكن ملء مكان تركيا في التغلب على التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي".

واستطرد قائلا:" التطورات تكشف حقيقة أن تركيا بلد محوري بالنسبة للاتحاد الأوروبي والقارة".

وزاد: "شددت على أن العراقيل التي وضعت أمام تركيا (في مسار العضوية) ليست عادلة، وهذا ما يضر أيضًا بمصالح الاتحاد الأوروبي".

وبيّن أردوغان أن بلاده تتطلع من "المجتمع السياسي الأوروبي" أن يعمل على تعزيز علاقاته مع الاتحاد الأوروبي والمساهمة في مسار عضويتها فيه.

واحتضنت براغ الاجتماع الأول لـ"المجتمع السياسي الأوروبي" بمشاركة 44 دولة، بينها أعضاء الاتحاد الأوروبي، لمناقشة مواضيع مختلفة مثل الأمن والطاقة والمناخ والاقتصاد والحرب في أوكرانيا.

وحول العلاقات مع السويد، أكد أردوغان أن نظرة تركيا حيالها لن تصبح إيجابيًا طالما تسمح ستوكهولم باستمرار خروج مسيرات للتنظيمات الإرهابية، ودخول الإرهابيين للبرلمان.

وفي رده على سؤال حول وجهة نظره بخصوص عضوية السويد وفنلندا بحلف شمال الأطلسي" ناتو"، لفت أن لقاءه القصير مع رئيسة الوزراء الفنلندية سانّا مارين جرى بشكل إيجابي.

وأضاف:" قلت لها إن علاقاتنا مع فنلندا مختلفة عنها مع السويد لأن فنلندا ليست مكانًا يسرح ويمرح فيه الإرهاب ولكن السويد كهذا".

"سأبحث مع بوتين شحن الحبوب وتبادل الأسرى"

وقال أردوغان: "نهتم بموضوع شحن الحبوب بقدر اهتمامنا بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا ولدي اتصال هاتفي مع السيد بوتين غدا (الجمعة) سنناقش فيه هذه القضايا".

وفي 22 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيس أردوغان، عن عملية تبادل 200 أسير بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية، وصرح للصحفيين في نيويورك (على هامش اجتماعات الجمعية العامة)، بأن تبادل الأسرى "خطوة مهمة في سبيل إنهاء الحرب بين البلدين".

وأكد الرئيس التركي أن استمرار شحن الحبوب في الفترة المقبلة "سيصب في مصلحة الشعب الأوكراني وأوروبا والعالم بأسره".

وشدد أردوغان أن الدور الذي تلعبه تركيا كوسيط وميسر في الحرب الروسية الأوكرانية "بات موضع تقدير".

وذكر أن بلاده منذ اليوم الأول للحرب تبذل قصارى جهدها لوقف إراقة الدماء ومنع سقوط القتلى وحدوث الدمار.

وبين أنهم يلفتون انتباه الأطراف التي يحاورونها في كل فرصة إلى أنه "لن يكون هناك خاسر في عملية سلام عادلة".

وتابع: "نعتبر فتح ممر الحبوب وتبادل الأسرى رغم كل الصعوبات، نجاحات دبلوماسية مهمة".

وأشار إلى شحن أكثر من 6 ملايين طن من الحبوب والمنتجات الغذائية إلى الأسواق العالمية، لغاية اليوم الخميس.

وأكد أردوغان أن بلاده تسعى جاهدة لتصدير السماد الروسي عبر تركيا إلى دولة بحاجة إليه.

وتابع: "على الرغم من أن التطورات غير المقبولة على الميدان تجعل عملنا صعبًا، فإننا نواصل جهودنا لإنهاء الاشتباكات، إيمانا منا بأن أسوأ سلام أفضل من الحرب".

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلّي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.

"أنتظر من الاتحاد الأوروبي أن يدعو أثينا للحوار (مع أنقرة) على أساس ثنائي"

وأكّد أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "تفضل تصعيد التوترات والاستفزاز بدلاً من التعاون وحسن الجوار مع تركيا"، في إشارة إلى اليونان.

وشدّد على أن تركيا ليس لديها أطماع في أرض أي دولة أو سيادتها، مضيفًا: "نحن نناضل فقط لحماية مصالح بلدنا والقبارصة الأتراك".

وتابع: "لا نريد توترًا مع أحد أو مع أي من جيراننا"

وأردف: "قلنا مرارًا وتكرارًا إننا نريد حل مشاكل شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وبحر إيجة في إطار القانون الدولي".

وقال أردوغان: "أنتظر من الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد أن يدعو محاورينا (أثينا) للحوار (مع أنقرة) على أساس ثنائي بدلاً من دعم الخطوات غير القانونية تحت ذريعة التضامن داخل التكتل".

وأشار إلى أن المفتاح الوحيد للحل في قضية جزيرة قبرص "يكون عبر تحقيق المساواة في السيادة والإقرار بوضع القبارصة الأتراك على قدم المساواة (مع نظرائهم الروم)".

وذكر أن الحل الدائم يتطلب "قبول الحقائق" على جزيرة قبرص، وأن تركيا ستواصل اتخاذ الخطوات في ضوء هذه الحقائق.

وأوضح أن تركيا مستعدة للتعاون من أجل تحسين علاقاتها مع الدول الأوروبية وإحراز تقدم في مسار عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.